المصدر: الإعلامي وسام نبهان – موقع شرق صور
عاجلنا بالأمس القريب القرار الذي أصدره وزير التربية طارق المجذوب حول البدء التدريجي لفتح المدارس بعد عدة أيام،،، وكأنه أحب أن يغوص في أحلام علي بابا والفانوس السحري بأن الكوارث قد إنتهت كافةً عن لبنان….
جميعنا نعيش في لبنان ولم يأتي الشعب من كوكبٍ آخر ليتملص من عدم السماح لأبناءه للذهاب للمدارس للتعليم بعدما أزهقهم فانوس كورونا اللئيم وسلط لثامه على كافة الشعب منذ حوالي العام والنصف تقريبا ،،،،
لربما نسي أو تناسى المجذوب أن في لبنان وضعا أصعب من وباء كورونا وهو الشح الكامل في الحياة المعيشية الصعبة وإقتصادها الأصعب سرقة اموال الشعب وغلاء أسعارها التي أصبحت بما يزيد عن ١٢٠ % عن معدل السنوات الماضية،،، سواء أكان من شراء اللباس أم الكتب أم الأجرة للباصات أم حتى ما سيأخذه الابن والابنة من مأكل خلال الفرصة داخل المدرسة ان تم الذهاب اليها ، ناهيكم عن مصروف الأبناء وهذا ان كانوا ٤ او ٥ في المدرسة وكيف سيصبح مصروفهم حين ذاك وكم سيكلفون…..
هنا يا وزيرنا الموقر، كأنك تدق في بحر نوح وتفتح الماء الى جانبيه لنمر من خلاله آمنين سالمين الى دنيا انتهت فيها كافة الأذلال للشعب الذي داق الأمرين من فساد سلطة أكلت مصدر رزق هذا المواطن وذاك، ولا نفرق وزارة التربية عن باقي الوزارات لأنكم جميعا في صف المنظومة الفاسدة تلك التي أركعت ولا زالت تركع ما في الشعب من حياة…..
هل تعلم يا وزيرنا بأن لكل منا أبناء إذا ما قررنا وتناسينا وتجاهلنا موضوع كورونا، أن أبنائنا سيكلف كل منهم خلال شهرٍ واحد أكثر من المليون ليرة ( للواحد ) بين لباس وكتب وقرطاسية ومأكل ومصروف وأجرة باص ، هذا إن مرض فهنالك يجب عليك أن تحدث ولا حرج…..
فمن لديه ٤ او ٥ أبناء في المدارس، فعليه أن يبدأ برسم خطط لمعرفة الدهاليز التي سيمر عبرها الى المصارف والى مساكن الغير ليسرقها لكي يعين أطفاله ويعلمهم، وهو ما تريده كافة الوزارات من الشعب الذي بات يعيش في المجهول……
نعود لكلمتنا الأولى بأن فتح المدارس سيكون ليس من سوق النحاسين،،، وإنما من سوق البخاسين الذين سيجعلون من الشعب محرقة للتاريخ….
عشتم وعاش لبنان……